الاثنين، يونيو 02، 2008

- من يخلصنا من مخالب السلطة الفاسدة بالمغرب ?



لا احد يجادل اليوم حول ضرورة التغيير في المغرب خصوصا مع السيطرة المطلقة للقصر على كل هياكل السلطة للبلاد. واذا ما انتقلنا الى الواقع نجد ان اغلب المشاريع التي تدعو الى الاصلاح والتغيير تدخل تحت يافطة الحركات او الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية, وياتي بروز المشروع الاسلامي مع دخول اليساريين معارضي الامس الى السلطة, وبالتالي ضمور مشروعهم التغييري الذي تحول اصحابه بين عشية وضحاها الى مدافعين عن النظام الذي كان عدوهم الاول .و رغم بقاء بعض احزاب اليسار في الجهة المقابلة للنظام فان استكانتها الى نظرياتها القديمة و عدم محاولة تجديد خطابها وغموض توجهها جعلها تعاني من ازمة اساس نظري مما ابعدها شيئا ما عن عموم الناس .
في المقابل ظهرت تيارات ذات مرجعية اسلامية كما اسلفت الذكر, والتي يمكن ان نميزها الى ثلاث مراتب.
اولا: الحركات التي تتبنى" الاسلام المتطرف", متمثلة في السلفية الجهادية التي تتخذ العنف منهاجا للوصول الى اهدافها بتغيير السلطة والمجتمع .
ثانيا : وعلى النقيض من الاولى نجد التيارات الاسلامية "المتمخزنة "التي لا تتخذ الاسلام الا شعارا تختفي وراءه لتحصيل شرعية دينية تسهل اختراقها لعواطف العباد, في مقابل ذلك تهادن المخزن وتتغاضى على تجاوزاته حتى لا تخاطر بوجودها ,وهذا الاتجاه يتبناه "العدالة و التنمية" ولا ادل على ما اقول حين ابدى "الاخوان" انيابهم فبل تشكيل الحكومة الاخيرة واخرجو لسانهم طمعا في المناصب الوزارية ! .ولا ادري كيف لحزب ان يدعي الاصلاح والتغيير في حين يبدي رغبته في الدخول الى حكومة الكل يعرف كيف تشتغل ,ومن هم الموجهون الحقيقيون لاختياراتها الكبرى ومن هم البيادق الحكومية التي رغب مسؤولو الحزب في لعب دورها !!...
التيارين الاسلاميين السالفي الذكر مشروعهما محكوم عليه بالفشل لاعتبارات عدة ;الاول لانه يتبنى العنف وهو بذلك يخندق نفسه في دائرة ضيقة تجعله محاربا من طرف السلطة ومحط اتهام ونفور من طرف المجتمع, والتيار الثاني مشروعه فاشل ان لم نقول انه غير موجود اصلا, لان نظرية التغيير من داخل المؤسسات التي يتبناها الحزب تفتقد الى الواقعية و المصداقية فهي تعتمد على مهادنة النظام, دون قطع الصلة بالمجتمع ,بل الاكثر من ذلك وجود الحزب يعطي قوة اكبر للنظام لانه يساعده على خلق توازن سياسي واهم على الساحة .

ثالثا :ياتي مشروع "العدل و الاحسان" بين المنزلتين, فهو من جهة ينبذ العنف, ومن جهة اخرى يحصن نفسه من الانجذاب للنظام والسقوط في هواه كما هو حال حركة "التوحيد و الاصلاح "التي رغم توجهها الدعوي في الاصل فان دعوتها للمشاركة في الانتخابات الاخيرة ودعمها للعدالة والتنمية في حملته الانتخابية اضافة مبايعتها للقصر يجعلها حركة في خدمة النظام وداعمة لاستمراريته.
لكن وبالرجوع الى" العدل و الاحسان "وافترضنا ان ما تدعو اليه مشروعا تغييريا فكيف السبيل الى تطبيقه على ارض الواقع ? ومتى? ولماذا مازال يلفه الغموض? هذه التساؤلات وغيرها تضع مشروعها على الهامش على الاقل في الوقت الراهن فاسحا المجال امام سيطرة مطلقة للمخزن.
التغيير قد يكون من الداخل كما قد ياتي من الخارج, وقد لاحظنا نماذج التغيير الامريكي في افغانستان والعراق وهو ليس تغييرا بقدر ما هو انتقام من الانظمة التي رفضت اعطاء الولاء لامريكا ,القوة المطاعة في كل ارجاء العالم, وما دام المغرب كباقي الانظمة العربية يرى ان مصلحته لا تتعارض مع مصالح امريكا فان التغيير بهذا الشكل يبقى غير وارد مطلقا. اما ما يصطلح عليه المشروع الامريكي للديمقراطية في الشرق الاوسط فيبقى مجرذ فزاعة امريكية موجهة ضد الانظمة العربية المستبدة بهدف ضمان المزيد من الرضوخ لتلبية مصالح امريكا في المنطقة .
وختاما اعتقد ان النظرة الواقعية للامور تجعل النظام الملكي اليوم في المغرب في موقع قوة, لانه الاقدر,على الاقل في وقتنا هذا,على ضبط التوازنات الداخلية ومراعاة مصالح البلاد في ظل محيط دولي حساس, لكن لا يمكن باي حال من الاحوال ان يسقط مطلب التغيير, الى حين بروز قوى داخلية مستقلة جديدة تحمل مشروعا متكاملا وواضحا يحضى برضى الشعب تجبر من خلاله النظام على اصلاح
وتحديث نفسه وفق ارادة الشعب.

الأحد، ماي 25، 2008

- قبل ان تشتري الكرسي ...



أغلب المراقبين الأجانب في المغرب اكتشفوا مع الأموي معنى جديد المفهوم الإضراب العام. في بلدانهم عندما تنادي النقابات للإضراب العام فإن الحركة تشل في جميع قطاعات البلد. أما في المغرب فيمكن أن تنادي أقدم نقابة إلى الإضراب العام ومع ذلك تشتغل القطارات وحافلات النقل العمومي وتفتح الأسواق الممتازة والمطاعم أبوابها، وكأن الأمر يتعلق بيوم عطلة كسائر أيام الله. عندما نتأمل قليلا بعض الجمل في الخطبة التي ألقاها الأموي في الجماهير التي حملته على الأكتاف كأي منتصر عاد لتوه من الجبهة، نفهم عمق المثل المغربي الذي يقول «المندبة كبيرة والميت فار». فقد سأل الأموي «شعبه» قائلا «واش شي مقدم ولا شيخ ولا قايد جا عندكم وكال ليكم خدمو»، فيجيبه الشعب «لا». فيسري الحماس في عروق الأموي ويقول «الآن يحق للمغرب بأن يفاخر بأنه وصل إلى مصاف الدول الديمقراطية، والحقوق التي كانت مصادرة عادت وكرست في «المغرب الأخضر» بقيادة جلالة الملك». هكذا يختزل الأموي نصره العظيم في هذا الإضراب العام في مجرد نجاحه في جعل السلطة تقف على الحياد وعدم إجبارها للناس على تكسير الإضراب بالعمل. يا له من انتصار تاريخي عظيم. عبد القادر الزاير، نائب الأموي في الكونفدرالية، قال أن اللافت في هذا الإضراب هو أن التجار شاركوا بكثافة، وهو الأمر الذي عاد بذاكرته إلى الثمانينات وجعله يتأكد من أن التجار هم الحلفاء الأساسيون للطبقة العاملة في المغرب. ونسي الزاير أن التجار أغلقوا حوانيتهم لأن الذاكرة عادت بهم هم أيضا إلى الثمانينات، وتذكروا تحديدا لعلعة الرصاص الذي أمر إدريس البصري بإطلاقه على المتظاهرين، وعندما سقطوا في الشوارع سماهم «شهداء الكوميرة». ولذلك فظل التجار إغلاق حوانيتهم بعد أن باع بعضهم الكومير بكميات كبيرة حتى ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء الماضي للمواطنين الخائفين من جوع مفاجئ. ويبدو أن الرابح الوحيد من وراء هذا الإضراب العام هو وزير المالية، لأنه سيقتطع ما يفوق خمسين مليار سنتيم من رواتب المضربين عن العمل. بعد أن أثار خشيشن في مجلس حكومي أمام عباس إشكالية كونه الوحيد الذي يطبق قانون الاقتطاع من أجور رجال التعليم المضربين. وطالب في إطار «التضامن الحكومي» بأن تطبق الاقتطاع كل الوزارات. خصوصا وأن الإضراب حسب مزوار لا يعني سوى التغيب عن العمل بشكل غير قانوني. وهذا المبلغ المحترم الذي جمعه مول الشكارة من رواتب المضربين عن العمل قد يفيد الحكومة في تمويل الحوار الاجتماعي الذي يطالب به هؤلاء المضربون، عملا بالحكمة التي تقول «فزيتو قليه». ولعل أحد المطالب الأساسية التي تنادي يها النقابات وترفض الحكومة الاستجابة لها هو مطلب الزيادة في الأجور لجميع الموظفين تحت يافطة «اقتسام الثروات»، وهو الشعار الذي كان يرفعه حزب عباس الفاسي في السابق تحت تسمية أخرى هي «التعادلية». فالمقترح الذي قدمته حكومة عباس والذي ستشرع في تطبيقه ابتداء من الشهر المقبل لا يطبق قاعدة المساواة وإنما حكمة «زيد الشحمة فظهر المعلوف». فالموظفون الصغار والمتوسطون الذين يشكلون الأغلبية تقترح عليهم الحكومة زيادة لا تتعدى 188 درهما في رواتبهم، مقسمة على سنتين، بحيث أنهم سيتقاضون 94 درهما الشهر المقبل و94 درهما السنة المقبلة . فيما موظفو السلالم عشرة والحادي عشر سيتقاضون زيادة تتراوح بين 500 و800 درهم. أما بالنسبة للمدراء المركزيين في المؤسسات العمومية والكتاب العامين في الوزارات فهؤلاء تقترح عليه الحكومة زيادة تصل إلى أربعة آلاف درهم. والحكاية وما فيها أنه ليست هناك زيادة ولا هم يحزنون، هناك فقط تخفيض من الضريبة على الدخل. وكما هو معروف فالموظفون الذين يقبضون رواتب مرتفعة يؤدون ضريبة مرتفعة على الدخل لخزينة بنسودة، مدير مديرية الضرائب، وزير المالية الفعلي للمملكة. أما الموظفون القابعون في السلالم المتوسطة فمنهم من يؤدي ضريبة بسيطة على الدخل ومنهم من لا «تحق» عليه أصلا. ولذلك فعندما تقرر الحكومة تخفيض الضريبة على الدخل، يستفيد الكبار فقط ويوفرون ما بين ثلاثة وأربعة آلاف درهم للموظف في رواتبهم كل نهاية شهر. وأكبر المستفيدين من هذه الزيادة هم المدراء الذين يشتغلون في الوزارات، وأولهم مدراء الوزارة الأولى والكتاب العامون الذين سيرون رواتبهم تسمن فجأة. مع أنهم لم يضربوا عن العمل ولم يناضلوا في أية مركزية نقابية. فهذا هو المغرب «شي يحطب وشي يسخن عليها». وفي الوقت الذي يغرق عباس الفاسي ووزيره في المالية في «حساب البيض» مع المركزيات النقابية، وفي عز الحديث عن أزمة الشغل والبطالة، نفاجأ بأخبار تتحدث عن استعداد شركات دولية للرحيل من المغرب بعد أن اكتشفت أن الوعود التي أسمعهم إياها جطو الوزير الأول السابق في آخر زيارة له إلى فرنسا حول وفرة اليد العاملة في المغرب، لم تكن سوى كلام معسول. الشركات الأجنبية التي تقدم خدمات في المغرب في إطار ما يسمى OFFSHORING تحتاج إلى حوالي ثلاثة آلاف مهندس في السنة، فيما المغرب لا يستطيع توفير أكثر من ألف وستمائة مهندس. أغلبهم بمجرد ما يتسلمون شهادة تخرجهم حتى يصطفون أمام قنصليات كندا وأمريكا لوضع طلبات الهجرة. وحتى ثمار المشروع الطموح الذي أطلقه جطو قبل ذهابه، والذي سيمكن المغرب من تخريج عشرة آلاف مهندس، لن تنضج إلا بعد ثلاث سنوات. أي عندما ستكون هذه الشركات قد جمعت حقائبها وذهبت لكي تبحث في تونس ودول أوربا الشرقية حيث المهندسون كثر ومكونون بشكل أحسن ويقبلون بالعمل بأسعار تنافسية. وليس «مخطط الخدمات عن بعد» وحده المهدد بالإفلاس، وإنما حتى «المخطط الأزرق» الذي تريد به الدولة جعل السياحة قاطرة لجر اقتصاد المملكة. وفي الوقت الذي تقف الحكومة مكتوفة الأيدي أمام مطالب الأطر العليا المعطلة تقف محطة السعيدية السياحية مكتوفة الأيدي بسبب افتقارها إلى 1.500 إطار سياحي قبل بداية الصيف، أما محطة «مازاغان» السياحية فتحتاج بشكل مستعجل إلى 800 إطار سياحي. وبعد كل هذه السنوات من تكوين الطلبة في المعاهد السياحية سينتبه القائمون على هذا المجال إلى أن أكثر من أربعين بالمائة من خريجي هذه المعاهد السياحية يفضلون التوجه للعمل في البنوك عوض الفنادق والمؤسسات السياحية. ومنهم من يهاجر إلى إسبانيا للعمل في فنادقها ومؤسساتها السياحية، حيث شروط العمل أكثر إنسانية. والسبب واضح، إنهم يبحثون عن راتب يعادل المجهود الذي يقومون به، لا إلى «باطرون» يمص دمائهم طيلة اليوم ويشغلهم كمتدربين إلى الأبد ويصرف لهم في آخر الشهر ألفا وخمسمائة درهم. هذا دون أن نتحدث عن التحرشات الجنسية التي تتعرض لها الراغبات في العمل في بعض المؤسسات السياحية. هذا هو المغرب، هناك من يقوم بالإضراب وهناك من يجني ثماره. وهناك من يشكو من البطالة وهناك من يشكو من قلة اليد العاملة. والسبب الرئيسي في كل هذه التناقضات هو أن الذين يضعون المخططات لا يضعونها على أساس علمي مدروس، وإنما يضعونها وهم يقولون في أنفسهم «تقدر تصدق تقدر ماتصدقش». يحكى أن أحد الديكتاتوريين الأفارقة لمعت في ذهنه فكرة اقتناء كرسي كهربائي لبلده الذي يعاني من الفقر والمجاعة لكي ينفذ حكم الإعدام في معارضيه على الطريقة الأمريكية. فأمر باقتناء الكرسي الكهربائي من أمريكا. وعندما وصل الكرسي طلب الديكتاتور تجريبه أمامه في أحد معارضيه. وعندما أجلسوا المعتقل فوق الكرسي ساد صمت مخيف. وعندما طال الصمت انتفض الديكتاتور وسأل أحد جنرالاته عن عدم تنفيذ حكم الإعدام، فهمس له الجنرال في أذنه : - الكرسي خصو الضو باش يخدم...
رشيد نيني

- لماذا يحلم الشباب المغربي بالهجرة ?

حميد, طالب بكلية الاداب , مند ان تعرفت عليه وجمعتنا اواصر الصداقة, وهو لا يفتا يعبر لي عن رغبته في الهجرة ومغادرة هدا الوطن في اتجاه اروبا او امريكا او حتى احدى دول الخليج, حيث "سيجد عملا بسرعة وباجر مرتفع, حيث سيقتني سيارة فاخرة ويتزوج فتاة رائعة الجمال ...",ولا اخفيكم اني تاثرت بما صوره لي وصرت انا ايضا من الطامحين الى ركوب حلم الهجرة ومغادرة هدا الوطن الدي حوله بعض السياسيين والمسؤولين الى صورة عدو في اعيننا, رغم اننا نهيم في حبه.
حلم الهجرة اليوم صار يراود العديد من الشباب المحاصرببؤس الواقع, مع تفشي البطالة وضيق الافق, وبالتالي الشعور بعدم الارتياح والاطمئنان للبقاء داخل الوطن كما هو الشان بالنسبة لحميد الدي يصر على ان تكون هجرته بطريقة شرعية, حتى يتمكن من متابعة دراسته في احدى جامعات امريكا او اوروبا, ودلك لامتلاكه طاقات ومواهب ورغبة في التحصيل لكن دون ان يجد في وطنه من يرعى طموحه هدا, وخشي ان يضيع في غياهب الجامعة المغربية ومشاكلها التي لا تعد ولا تحصى .
وعلى النقيض من الشاب حميد الدي يريد لهجرته ان تكون شرعية, نجد شاب اخر اسمه كمال ينحدر من اقليم تاونات حلمه الاول ان يهاجر الى الخارج وباية طريقة, حتى وان ركب "قوارب الموت" التي يسميها هو" قوارب النجاة", لانها الكفيلة في نظره بانتشاله من واقع البؤس والياس الدي يغرق فيه. الاسباب الدفينة وراء رغبة كمال في الهجرة تكمن في كونه فشل دراسيا وفشل في تنظيم حياته بالابتعاد عن كل ما يمكنه ان يؤدي به الى حالة الانحراف التي يعيشها الان, لان صديقنا هدا من المدمنين على التدخين وشرب الخمر مع تردده على بيوت الدعارة وصور اخرى من صنوف الانحراف و الزيغ .
من خلال المثالين السالفي الدكر, حاولت ان اقارن بين دوافع الهجرة عند شخصين مختلفين , الخلاصة التي نصل اليها بعد هده المقارنة ان الهجرة اما ان تكون بابا مفتوحا نحو المستقبل المشرق والنجاح المنشود عند كل شخص او ان تكون محاولة يائسة للهروب من الفشل وعدم القدرة على تحقيق الدات وبالتالي لا تشكل الهجرة دائما دلك المفتاح السحري القادرعلى فتح كل الابواب وحل كل المشاكل, بل قد تصبح الطريق السالك نحو مشاكل اكثرخطورة وعنوانا لماسي العديد من الشباب الدي اختارالعبور الى الضفة الاخرى , وهده حكاية اخرى ...

الجمعة، ماي 23، 2008

- يوميات "مناضل" من الدرجة الثانية !!!

فاتح ماي ,مدينة فاس, بدوري قررت ان انضم الى الطلبة المتوجهين للاحتفال بعيد العمال, انطلاقا من الحي الجامعي سايس انطلقنا صباحا راجلين قبل ان نقرر ركوب حافلة توصلنا الى ملعب الحسن الثاني حيث تنطلق المظاهرات عادة في مثل هده المناسبة ,عند وصولنا انتظرنا قليلا وصول طلبة ظهر المهراز ,لتلتئم المجموعتان وتنطلق في سلسلة بشرية مكونة من مختلف مناضلي النقابات الاخرى . كان موكب الطلبة الاكبر على الاطلاق من كل النقابات الاخرى, وكانت شعاراتنا الاكثر عنفا وتطرفا ولا ادري كيف وجدت نفسي اردد بدوري الشعارات التي تدعو الى" الثورة" و"العنف الثوري" و" الاشتراكية هي الحل "....رغم اني كنت من اشد المختلفين مع اصحاب هدا التوجه...ربما كانت كثافة تواجد قوات الامن والقوات المساعدة المدججة بالهراوات التي لا تنتظر الا الاشارة للهجوم علينا هي ما دفعني الى الشعور بالغضب و اصبح من الداعين الى اشياء لم اتفق معها قط ولم احلم بها حتى .
بعد ساعات من المسير تحت اشعة الشمس الحارقة وترديد الشعارات التافهة, انتهت المسيرة عند الحي الجامعي ظهر المهراز. كان التعب قد اخد مني ماخده والجوع ايضا تحت حرارة الشمس التي لا ترحم .كان لزاما علينا ان نعود الى الحي الجامعي سايس راجلين, لعدم توفرنا على ثمن تدكرة الحافلة...عند منتصف طريق العودة شعرت براسي يكاد ينفجر من شدة التعب والحرارة والجوع, عندها لعنت النضال والعمال اللدين لا يكفون عن الشكوى, قبل ان اتدكر ضحايا محرقة ليساسفة, فتالمت في نفسي وقلت ان من احترق ظلما من اجل اجرة لا تغني من جوع يستحق ان منا اكثر من ان نمشي من اجله بضع ساعات تحت الشمس, وان اللدين يستحقون اللعنة هم اولئك المسؤولين الفاسدين وارباب العمل اللدين يسرقون اجور العاملين ويتركونهم يحترقون داحل مقرات العمل المسيجة مثل زنازين .
عندما وصلت الى الحي الجامعي كانت المشكلة الاكبر هي كيف نتدبر الاكل, مادام ان المطعم الجامعي مغلق الابواب, لان اليوم عطلة مع ان اغلبنا لا يملك الا بضع دراهم لا تكفي لشيء وهناك من لا يملك ولو سنتيما واحدا, لان اغلب الطلبة يعتمدون في مصاريفهم على المنحة علما ان منحة واحدة كل ثلاثة اشهرلا تكفي لتغطية مصاريف شهر واحد بالنسبة لاشد الطلبة تقشفا.

بعد الوصول توجهت الى غرفتي حيث اقطن مع صديقي وهو طالب لا يوجد في قاموسه معنى لشيء اسمه "النضال" وجدته بوجهه المشرق وعلامات الارتياح بادية على وجهه بينما نحن " المناضلين" بوجوهنا الشاحبة التي احرقتها الشمس وملابسنا الرثة البالية. هكدا انتهى هدا اليوم دون ان نجني شيئا غير التعب ولفحات الشمس الحارقة...وكل فاتح ماي والعمل النقابي بالف خير...

- الارهاب المخزني


أصبح مألوفا أن نرى قمع المظاهرات والاحتجاجات السلمية بشكل وحشي من طرف قوات الارهاب المخزني التي لا تتوانى في الهجوم على كل من اختار التعبير عن رايه والاحتجاج بشكل حضاري كهجوم الكلاب الجائعة على فريستها الضعيفة,حيث أصبحت هراوت رجال العنيكرى والشرقي الضريس لا تفرق بين معطل امام البرلمان يطالب بحقه في الشغل وبين طالب يحتج على الوضعية الماساوية التي تعيشها العديد من الجامعات بالبلاد او مواطن خرج الى الشارع منددا بجرائم الاحتلال الاسرائيلي في حق ابناء غزة التى تعرضت لمحرقة شنعاء ورافضا لصمت الحكام العرب وتآمرهم المكشوف مع العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع صور الإرهاب والقتل في حق الأبرياء بشكل اصبح معه الصمت جريمة لا غبار عليها . القمع المخزني طال ايضا الوقفات التضامنية مع يومية "المساء" حيث نال المتظاهرين بتيزنيت نصيبهم من ضربات "الزرواطة" المخزنية اللعينة بينما تعرضت وقفة اخرى بفاس للمنع من طرف قوات الأمن.هذا التعامل البدائي مع المواطنين من طرف قوات الامن يبرز بالملموس العقلية الحقيقية للمسؤولين الأمنيين ببلادنا ومدى زيف الشعارات الرنانة التي أصبحت لا يصدقها أحد من قبيل "دولة الحق والقانون " و"حقوق الانسان"؛ هل معنى حقوق الإنسان هي ان يتم اختطاف المواطنين وتعذيبهم في السجون السرية دون مراعاة القانون الذي يجرم الاختطاف والتعذيب. ام ان حقوق الإنسان في قاموس المخزن هي الهجوم على المواطنين وضربهم في الشارع كأنهم حمير تائهة...في وقت نرى المجرمين الحقيقيين طلقاء يصولون ويجولون دون أن تطالهم يد العدالة بعدما نهبوا أموال الشعب وتركوا فقراءه يموتون جوعا في الاحياء الهامشية والقرى البعيدة النائية .وعلاوة على القمع الذي تتعرض له المظاهرات السلمية لأبناء الشعب, تأتي بعض الأحكام لبعض ممثلي العدالة المريضة لتلقي بظلالها على واقع حقوق الإنسان بالمغرب حيث جاءت احكام العفو لتصحح العديد من الأخطاء القضائية التي ارتكبت في ملفات كل من المهندس الشاب فؤاد مرتضى ومعتقلي فاتح ماي والمعتقل السياسي بوكرين...واذا كانت احكام العفو هاته تعتبر ايجابية عموما , فانها تبقى غير كافية وتدخل ضمن ما مكن تسميته بالحلول الترقيعية فاذا كانت لأصحاب القرار الإرادة الحقيقية لتجاوز أخطاء القضاء, فهم يعلمون أكثر من غيرهم أن ذلك لن يتم إلا عبرالإصلاح الجذري والعميق لهذا الجهاز أما سياسة ذر الرماد في العيون و"المهدئات" التي يلجأ الماسكون بزمام الامور فإنها أصبحت متجاوزة وقد حان للبحث عن الحلول الواقعية والفعالة فالشعب المغربي لا يمكن خداعه بهذه السهولة...الشعب راه عايق ولكن المسؤولين دايرين بحال ايلا ما فاهمين والو...

- الملك شخص غير مقدس ...الدين وحده مقدس...


اعتبرهذا الموضوع جزء من الحرب التي يجب ان نخوضها كمغاربة من اجل حرية التعبيرضدا على الاستبداد وتقديس البشر. فقد نشرت مجلة "نيشان" في عدد سابق قائمة لاسماء وقصص اشخاص تعرضوا للاعتقال والمحاكمة بتهمة المس بالمقدسات في السنوات الاخيرة بالمغرب. وهذه واحدة فقط من صور التخلف والبدائية التي ما زالت تجد لها مكانا في مملكة محمد السادس" الشريفة ". وهنا اود ان ابدي رايي في شان هذا الموضوع لانه ليس بالبساطة التي قد يتصورها البعض . فاذا تجاوزنا الديانات والعقائد والانبياء والكتب السماوية فالبقية لا تستحق التقديس من اشخاص او غيرها مهما علا شانهم. علاش الدين ما نقيسوهش ? .لان مستلزمات التعايش و احترام الاخر تقتضي وجود احترام متبادل لمقدسات الاخرين لان من شان السخرية من عقائد الاخرين ان يثير الصراعات والفتن وما نشر الرسومات المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الا مثالا على عدم احترام الغرب لعقائد المسلمين تحت مبرر حرية التعبير متناسين ان حريتهم تنتهي عندما تبدا حرية الاخرين ...الخلاصة هي نفوتوا الدين والبقية كلها تحت سهام السخرية , ونحن كشعوب عربية علينا نزيل هالة التقديس التي يضعها الحكام العرب على رؤوسهم...مثلا لا مانع من اثارة نكتة من طرف شعب عربي موضوعها حاكمهم المستبد او رسم كاريكاتير ساخر له بانف افطس وكرش متدلية مثلا او جعله موضوعا ل" سكيتش" هزلي ...وبهذه الطريقة يمكننا ان نخترق جدار الخوف وننزل بحكامنا من مرتبة انصاف الالهة الى مرتبة البشر... من دابا لفوق ما كاينش الخوف ..

- يوميات الياس ب"قلعة" ظهر المهراز

يوما بعد يوم تزداد مساحة الياس في نفسى اتساعا ...الياس من الجامعة, من الاصدقاء, من الحكومة, من الحياة.. من كل شيء.. ب"قلعة" ظهر المهراز الحصينة بجامعة محمد بن عبد الله بفاس, اقضي سحابة يومي.. قليل من الدراسة وكثير من الضياع والتشرد
والياس ...
تشعر بالياس حينما تجد نفسك محاصر ببنود "ميثاق للتربية والتكوين" تتربص بك لكي تجهز على حقك في التعليم في اي لحظة ...تشعر بالياس حينما تنظر الى كل هاته الامواج الطلابية التائهة اليائسة ...القلة القليلة تعمل وتجتهد والبقية بين الحياة والموت ...
تشعر بالياس حينما ترى طالبة ارسلتها اسرتها من قريتها
البعيدة لاجل الدراسة والتحصيل, فينتهي بها المطاف على قارعة الانحراف والافلاس الاخلاقي, بعدما تدفعها الحاجة ودناءة النفس الى استرخاص جسدها لتحوله الى سلعة للبيع لمن يدفع اكثر ...
تشعر بالياس حينما تجد طلابا وطالبات وقد حولوا الجامعة من مكان للتحصيل وانتاج الفكر الى ساحة مفتوحة لتبادل كلمات الحب
والغرام تحت ظلال اشجارها الوارفة وعشبها الاخضر, مع تحول الجامعة الى ساحة مفتوحة لتصارع اشكال الموضة والعري .. تشعر بالياس بعدما ترى من سبقوك وحصلوا على شواهد مشرفة يهانون امام البرلمان وهراوات المخزن تنهل من ظهورهم..حينها توقن ان مصيرك سينتهى عند احد امرين; اما ستنال منك دوامة الياس وتعانق الفشل وعندها س
تعود الى قريتك النائية لتعيش على طريقة ابائك واجدادك, واما انك ستنجح في تخطي العوائق وتنجح في دراستك لتحصل على شواهد عليا تخول لك الحصول على مهنة سريعة ومضمونة وهي مهنة معطل حامل للشهدات, ومقرعملك سيكون طبعا هو ساحة البرلمان وستاخد اجرتك الدورية كاملة غير منقوصة من وجبات القمع المخزني لتقضي بقية حياتك
في التظاهر والاحتجاج من اجل شغل قد لا ياتي ...
تشعربالياس حينما ترى بعض المناضلين وقد تخلوا عن مبادئ الدفاع عن مصالح الطلاب ليحولوا الجامعة الى ساحة حرب مفتوحة فيما بينهم بالسيوف والسواطير فتبقى حائرا بين بهرجة "الرفاق" اليساريين وحربائية "الاخوان" الاسلاميين..

- المؤامرة !

...تستمرالحرب في غزة ويستمر الصمت العربي الرهيب يستمر قتل الاطفال الابرياء في فلسطين ويستمر تفرج الحكام العرب دون ادنى حركة ...ما هذه الكارثة اذن?... يواصل الاحتلال الهمجي تقتيل الشعب الفلسطيني ونصمت هكذا ?
حينما نعود قي المساء الى ديارنا سالمين لنخلد للراحة والنوم ...تكون قوات الارهاب الاسرائيلي تدك المنازل على اصحابها في غزة ولا تترك غير الحطام والشهداء والدماء ... ان هذ الصمت المطبق على الفظائع التي ترتكب في حق ابرياء فلسطين لا يمكن ان ندرجه الا في خانة المؤامرة والتاييد من طرف الحكومات العربية التي ما فتئت تلجا الى التطبيع مع العدو عبر قنوات سرية .
لم يقف الامر عند الصمت والتطبيع بل تعداه الامر الى قمع كل الاصوات الحرة من داخل الامة العربية التي اختارت ان تندد بمحرقة غزة, الصورة القاتمة هاته اتت هذه المرة من المغرب حيث عمدت قوات الامن الى تسليط هراواتها على المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين في الدار البيضاء و الرباط ...هكذا اذن قوات الاحتلال تهاجم الاطفال في غزة... وقوات "السيمي" تهاجم المتضامنين معهم في المغرب.. المعادلة واضخة اذن ...!!!
ستبقى مجزرة غزة اذن وصمة عار على جبين كل المتخاذلين والمتامرين من الملوك والامراء والرؤساء العرب اللذين صار التطبيع مع امريكا والعدو الصهيونى اهم بالنسبة لهم من الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني المقهور... انهم اوفياء امريكا المخلصين...

- لم ندفن الماضي...

على اثر تفكيك شبكة "بلعيرج " المتهمة بالارهاب ,عاد مجددا ليطفو على الساحة موضوع انتهاكات حقوق الانسان بالمغرب, حيث اصبح السؤال ملحا حول ما اذا كنا قد قطعنا فعلا مع ماضي سنوات الرصاص بممارساته التي اعتقدنا انها ولت من غير رجعة مع احداث هيئة للانصاف والمصالحة . مناسبة هذا الكلام ما
تم تداوله حول تعرض عدد من المتهمين بالانتماء لشبكة بلعيرج للاختطاف من طرف الاجهزة الامنية وتعذيبهم في السجون السرية التي اصبحت تشكل مرتعا لانتهاك حقوق الانسان وارتكاب الفظاعات في حق المتهمين و الدوس على كرامتهم, مما يسيء الى سمعة المغرب في الخارج ويجعل اسمه مقترنا بصورة ذلك البلد المتخلف الذي لا وجود فيه
لشيء اسمه حقوق الانسان.
ما يستدعي القلق حقا على واقع حقوق الانسان بالمغرب هو ما قاله وزير الداخلية شكيب بنموسى من كون احترام حقوق المتهمين في قضية" بلعيرج" مجرد شكليات لا اهمية لها ما دام يوجد ما هو اهم في نظره وهو حماية امن المغرب وحفظ استقراره الداخلي ,
وهنا نقول للسيد الوزير ان حفظ امن المغرب هو مسؤولية الدولة وواجبها -هذا كلا م لا جدال فيه- لكن علينا الا ننسى ان تطبيف القانون واحترام حقوق الانسان واجب على الدولة كذلك, وبالتالي لا نجد من مبرر لكلام الوزيرالا كونه بمعية المسؤولين الامنيين في هذا البلد ما زالت عقليتهم تحمل
الكثير من رواسب الماضي الاسود وهي العقلية التي تعتبر ان احترام حقوق الانسان لا اهمية لها ,مما يجعلنا نشك حقيقية في شعارات" العهد الجديد" من قبيل" دولة الحق والقانون" و"بلد الحريات". ما يؤكد ايضا ان عقلية المسؤولين المغاربة وممارساتهم لا تواكب مستوى الشعارا
ت المرفوعة هو التحذير الذي اطلقه نفس المسؤول من التشكيك في الرواية الرسمية التي قدمها حول القضية, وكأن ما قاله بنموسى قرآن منزل لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان الاجهزة الامنية بالبلاد ملائكة معصومة من الخطا, لكن الحقيقية عكس ذلك والدليل ما قاله محمد ضريف الباحث
المغربي في الحركات الاسلامية حينما قدم رواية مخالفة لما قاله وزير الداخلية حول مسار عبد القادر بلعيرج المتهم بكونه زعيما لخلية ارهابية تهدف الى قلب النظام واستهداف شخصيا كبيرة في البلاد قبل ان يبرز معطى اخر وهو احتمال كونه عميلا للمخابرات البلجيكية, مما يزيد القضية غموضا ويؤكد ان المصالح الامنية المغربية لم تحط بكل جوانب
القضية .كما ان الرواية الرسمية شابتها مجموعة من الثغرات التى تركت المجال مفتوخا امام عدة تساؤلات حول بعض الجوانب غير المفهوهة في المعطيات التي قدمها وزير الداخلية حول الموضوع. و من الاخطاء الكبيرة التي تم ارتكابها حل حزب "البديل الحضاري "دون الاستناد الى
اساس قانوني صحيح وهكذا يكون عباس الفاسي باقدامه على هذا القرار قد اضاف الى سجله فضيحة اخرى الى جانب فضائحه الكثيرة .
وختاما اعتقد ان المغرب لا يتقدم خطوة الى الامام الا ليتراجع خطوات كثيرة ال الخلف ويتاكد يوما بعد اخر اننا ما زلنا نعيش
الكثير من صور الماضي الاسود الذي اعتقدنا واهمين اننا تخلصنا منه لنكتشف ان لا فرق بين عهد وجديد عهد وقديم رغم الاختلافات الشكلية التي لا تمس الجوهر في شيء .

- حرب ضد الصحافة المستقلة بالمغرب !

تتعرض حرية الصحافة بالمغرب في السنوات الاخيرة لشتى أنواع المضايقات والانتهاكات, حيت واجهت العديد من الجرائد والمجلات عدة متابعات قضائية ومحاكمات وأحكام بالسجن على العديد من الصحفيين ,واعتداءات شخصية عليهم هنا وهناك ...وقد استطاعت آلة قمع حرية التعبيرالتي تقودها عدة جهات, أن توسع قائمة ضحايا الصحافة في السنوات الأخيرة;حيث طالت هذه الانتهاكات الكثير من المنابر الصحفية منها :الصحيفة ,لوجورنال ,نيشان, الأيام, الوطن الآن, وقبلهم جريدتي «demain » و«دومان» للصحافي علي المرابط الذي تعرض للتنكيل من طرف أجهزة المخزن لتدخل معه في حرب غير متكافئة , فالسلطة بكل قواها و أجهزتها الأمنية والدعائية, ضد هذا الصحافي الذي لا يملك غير قلمه الذي لا يراعي أحدا, وثباته على مبادئه الذي جعله يقترب من أبواب القبر بعد إضرابه عن الطعام داخل السجن, لينتهي به الأمر ممنوعا من الكتابة لعشرسنوات !...وفي كل هذه الاعتداءات على الصحافة كان القضاء المسخر بطل الحكاية بعدم استقلاليته وتحيزه الواضح ضد حرية التعبير...ودائما وفي إطار الحملة المسعورة ضد المنابر النزيهة والجريئة تتعرض يومية « المساء» هذه الأيام الى مضايقات من جهات عدة, حيث تزامن الاعتداء الذي تعرض له مديرها رشيد نيني مع الدعوة المرفوعة ضد الجريدة من طرف ثلاتة قضاة من القصرالكبيرعلى خلفية تغطيتها الأخيرة لقضية الشواذ بالمدينة . ويبدو من خلال المبلغ المالي الذي يطالبون به مجتمعين (اكثر من 500 مليون سنتيم) , كمقابل لما تعرضوا له من أذى حسب ادعائهم, النية المبيتة لجهات معينة في الإجهاز على اليومية ودفعها للإفلاس كما حاولت السلطة مع "لوجورنال "في وقت سابق حين غرم القضاء المجلة 300 مليون سنتيم لفائدة مؤسسة أجنبية, مما دفع مديرها يومئذ أبوبكر الجامعي إلى الاستقالة ومغادرة الوطن بعدما تأكد أنه مستهدف بشكل شخصي بعدما ضاقت الدولة ذرعا من الافتتاحيات النارية التي كان يكتبها .
كثيرون يشيدون بما يعتبرونه جو الانفتاح والحرية الذي أتاحه « العهد الجديد » ,لكن الحقيقة أن هاته الحرية المزعومة ليست إلا سرابا يوهم الصحافيين بالسير إلى الأمام في جرأتهم ,ليصطدموا في منتصف الطريق بجدار المنع والمحاكمات التي تقود الكثير منهم إلى السجن .
انطلاقا من أمثلة القمع التي أسلفت الذكر يبدو واضحا أن هناك حربا ضد الصحافة المستقلة تقودها عدة جهات بالبلاد بهدف خنق المنابر النزيهة ولجم الأقلام الجريئة التي تحمل على عاتقها إخبار المواطن بما يجري ويدوربكل مصداقية ,وفضح أباطرة الفساد الذي ينخر العديد من مؤسسات الدولة .

- التعليم بالبادية المغربية...مستنقع من المشاكل !

يعاني التعليم بالعالم القروي من وضعية اكثر هشاشة مقارنة بتعليم المدن,فهو يعيش مشاكل كثيرة زيادة على تلك التي يتقاسمها مع تعليم الحواضر. وبلغة الارقام ,وحسب تقرير البنك الدولي, فان63 في المائة من مدارس البادية بالمغرب لا تتوفر على الكهرباء ,وهذا يجرنا الى الحديث عن البنيات التحتية لهذه المؤسسات, فهي تعاني خصاصا واضحا واهمالا كبيرا يعرضها للتكاؤل والتردي مع مرور الزمن ; فلا زلت اتذكروعمري لا يتجاوز سبع سنوات, كيف كنت اقطع 4 كيلومترات للوصول الى المدرسة كما كان شان العديد من اطفال القرية, لادرس في حجرة عبارة عن خربة تعاني من تصدعات كثيرة وشقق تجعل المدرس و التلميذ في خوف دائم من اللحظة التي قد يتحول فيها هذه الحجرة /الخربة الى مقبرة للجميع .الحمد لله ان القدرة الالهية حالت دون انهيارها على رؤوسنا .هذا الخصاص في البنيات التحتية يتظافر مع مشكل نقص الاطر التربوية بالعالم القروي لينتج مشكل اعمق هو "القسم المشترك " ,حيث نجد تلاميذ من مستويات مختلفة يتقاسمون نفس الحجرة الدراسية ونفس الاستاذ في الوقت نفسه مما يضرب رهان الجودة في الصميم ,اذ كيف لمدرس يعيش اوضاعا قاسية ويتكبد مشاق العمل في قرى بعيدة ومعزولة ان يتوفق في تلقين مواد مختلف لمستويات مختلفة في نفس الان .المشاكل السالفة الذكر من نقص البنيات التحتية والاطر الكافية وبعد المؤسسات التعليمية , كلها عوامل تساعد على استفحال الهدر المدرسي في صفوف تلاميذ البادية خاصة الفتيات منهم مما يجعل تعليم البادية عديم الفائدة .في ظل هذه الظروف يصعب ان نقول ان هناك تعليم حقيقي بالارياف المغربية وهذا في حد ذاته مشكل كبير وخطر داهم .فالمراهنة على النهوض بالعالم القروي وتطويره لن تتاتى الا عبر تطوير التعليم بهذا الوسط وتحسين شروطه.واضح ان التعليم بالمغرب بحواضره وقراه يعيش افلاسا غير مسبوق لكن الوضع بالقرى يبقى اكثر حرجا وخطورة واقل ما يمكن ان يقال عنه انه كارثي.

_ من ينتشل المغرب من مستنقع الازمة?

في هذا البلد العجيب هناك مغربان المغرب الاول هو مغرب الرفاهية والتقدم والمشاريع التنموية وحرية التعبير... هذا المغرب نطل عليه كل مساء من خلال نشرات قناتينا "الكوكبيتان", وهو مغرب لا وجود له الا في مخيلة جهابذة الاعلام الرسمي, ومن اختار الكذب على هذا الشعب المظلوم .في المقابل هناك مغرب اخر لا علاقة له بالاول, نكتوي بنار واقعه المر يوميا ,هو مغرب الفقر والتهميش والجهل والبطالة, مغرب الزيادات الحارقة في الاسعار التي تنسف ما بجيوب المواطنين قبل انتهاء الشهر, مغرب قمع حاملي الشهادات العليا امام البرلمان وتكسير عظامهم بدل تشغيلهم, مغرب رداءة التعليم التي تجعل مستقبل جيل باكمله في مهب الريح .هو المغرب الحقيقي اذن, حيث يموت االناس والاطفال في القرى البعيدة بسبب الجوع والبرد والعزلة , حيث قمع حرية الراي والتعبير والاختطافات المتوالية والتعذيب في السجون السرية والعلنية ,حيث انعدام الامن وارتفاع الجرائم ولا من يحرك ساكنا , حيث يتم اعتقال المواطنين ومحاكمتهم بتهم تشتم منها روائح القرون الغابرة ..تهمة المس بالمقدسات مثلا ..
صور كثيرة من المغرب الحقيقي لو اخذنا وقتا طويلا لما انتهينا من تعدادها, تكشف مدى الازمة التي يتخبط فيها المغرب و التي لن تفلح مساحيق الاعلام الرسمي في حجب تجلياتها الواضحة اما ارقام المؤسسات الدولية التي تؤكد ان المغرب ليس بخير; فمن تقرير منظمة ترانسبرانتي التي تكشف مدى استفحال الرشوة في الادارة العمومية, الى تقرير الامم المتحدة حول التنمية الذي يضع المغرب في الرتبة 126 وهي مرتبة تبعث على القلق والخوف من المستقبل, ثم التقرير الاخير حول التعليم الذي صنف المغرب في رتبة متدنية بعد غزة ,حيث الحرب والحصار وصعوبة العيش في ظل جبروت الاحتلال الصهيوني الغاشم .
الوضع السياسي في المغرب كذلك يعيش ازمة عميقة, تجلت بشكل اوضح بعد المشاركة الضعيفة في الانتخابات التشريعية الاخيرة ,تلاها مسلسل تشكيل الحكومة وما نقلته الصحافة عن تدخل للقصر,عبر مستشاري الملك , في وضع اللائحة النهائية باسماء الوزراء الذين ستتشكل منها الحكومة ,التي وجدت نفسها بدون اغلبية داخل البرلمان بعد انسحاب الحركة الشعبية الى المعارضة .

هذه الازمة لن تستطيع كل الاحزاب السياسية ولا "تراكتور "الهمة ,ان تجعل المغرب يتخطاها بسلام هذا الاخير صار يحرث ب"تراكتوره "الحياة السياسية في البلاد كيفما شاء ويزرع فيها ما يشاء , بدءا بفريق "الاصالة والمعاصرة" في البرلمان الى "حركة لكل الديمقراطيين" ... وما زال الزمن سيكشف ما يمكن ان" يزرعه " هذا" المزارع السياسي " الذي لا يحتاج الى امطار لاستنبات" مزروعاته" الكثيرة ..!!
المغرب اليوم يعيش ازمة واضحة على جميع المستويات لكن لا احد من المسؤولين يحاول ان يبحث عن الحلول الحقيقية القادرة على انتشال المغرب من مستنقع المشاكل الذي يتخبط فيه منذ عقود خلت .الزمن يمر بسرعة واذا لم تكن هناك ارادة حقيقية لتجاوز الازمة سيقع الاسوا .

- "الخاسرون " الجدد...

يعرف "الراب ا"و "الهيب هوب" اقبالا كبيرا من طرف الشباب في المغرب مع تزايد الاهتمام بهذا" الفن "-ان جاز ان نسميه كذلك- في اوساط الصغار والكبار ووسائل الاعلام كذلك.وقد استطاع الشباب ان يصنعوا من خلاله عالما خاصا بهم , ويلاحظ وجود نوع من التعاون والتكافل بين عدد من" الفنانين" المشتغيلين على هذا النوع من الموسيقى كما قد يحدث العكس لتنشب حروب طاحنة بينهم كم حدث اخيرا بين فرقة "قشلة "من طنجة و"البيغ "او" الخاسر" كما يسمي نفسه ,هذا الاخير الذي اجج الخلاف بعد مقابلة مصورة مع احد المواقع الالكترونية المهتمة كال فيها الشتائم والسباب اعضاء الفرقة السالفة الذكرالذين اتهمهم برشقه بالحجارة في احدى الحفلات التي احياها بطنجة . وقد قام اعضاء قشلة بالرد بفس الطريقة اشبعوا "الخاسر" سبا وشتما, و قد حفل كلام الطرفين باطنان من العبارات والكلمات المستقاة من قاموس البذاءة والانحطاط الذي يحفظه هؤلاء عن ظهر قلب بل تعداه الامر الى حد سب الملة والدين في مرات عدة من طرف هؤلاء "الفنانين" الذين اصبح لهم شان في الساحة . وهو ما يكشف عن مدى الانحطاط ال البذاءة التي اصبح يتخبط فيها الكثير من الشباب في زمن اصبح المدافعون عن الاخلاق والقيم الفاضلة "رجعيون واصولين وشعبويون" وجبت محاربتهم وصار دعاة التغريب والمنحرفون مثالا للرقي والحداثة لا يجب المس بهم.
كثيرون يعتقدون ان "الراب" في المغرب يعد فتحا جديدا قاده هؤلاء الشباب الذين يسميهم البعض "ثوارا " لكنه في الحقيقة لا يشكل غير تقليد بدائي لا يرجى من ورائه فائدة للمجتمع .
الدولة بدورها شجعت هذه "الفوضى" حين فتحت قنواتها الاعلامية من تلفزيون واذاعة لهؤلاء "الفنانين" . لانها تعلم ان هذه هي الوسيلة المثلى لصرف الشباب عن مشاكلهم الكثيرة التي كانت (اي الدولة) سببا فيها ,السلطة كذلك واعية ان الشباب تواقا بطبعه للتغيير ومن المخاطرة ان تتركه حرا يفكر كما يريد, لذلك شجعت انشغالاته الجانبية التي لا تمت للواقع بصلة حتى لا يلتفت الى من يتلاعب بمصيره ,من احزاب اصبحت تحسن الخضوع وتقبيل الايادي اكثر من اي شيء اخر, وحكومة عاجزة عن مواجهة ابسط الاشكالات التي تواجه المواطن و برلمان لا يقوم باي دور و فساد في في اغلب مؤسسات الدولة وصور عثيقة من القرون الوسطى ما زالت تجد لها مكانا في مملكة "العهد الجديد ".

وحتى لا نبتعد عن موضوعنا الاساسي اقول ان المغرب ليس في حاجة الى" الخاسر" وامثاله ما نحتاجه اليوم هو طاقات شابة تحمل مشعل التغيير وتستاصل هذه الطبقة السميكة من السياسيين الذين صار الصدا يعلو وجوههم من كثرة ما كذبوا على هذا الشعب لعقود طويلة دون ان يشعروا يوما بالذنب لما فعلوا .

- عقنا بكم !!..

صنف تقرير الامم المتحدة حول التنمية البشرية, المغرب في الرتبة 126 عالميا وهي مرتبة مخجلة خصوصا اذا قارناها بمستوى الخطاب الرسمي الذي" فرع لنا الراس" بما يسمى "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "ودون ان يكف عن ترديد بعض المقولات امثال"مغرب الخير والنماء" و"مغرب الاوراش المفتوحة" ,الى غير ذلك من الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع لانها لا تعبر عن حقيقة الواقع المر الذي يرزح المغرب تحت وطاته. وبدل الاعتراف بالوضعية السيئة التي يتخبط فيها هذا البلد ذهبت بعص الاطراف الى التشكيك في مدى صلاحية المعايير المعتمدة من طرف الامم المتحدة ومدى قدرتها على تشخيص واقع التنمية البشرية في دولة معينة ,وهذه المؤشرات هي التعليم والصحة و معدل الحياة ومستوى الدخل الفردي, وهي معايير موضوعية لانه اذا كانت هناك تنمية حقيقية في بلد ما فانها لابد ان تنعكس ايجابيا على هذه المؤشرات .فكيف يمكن ان نتصور وجود تنمية بشرية في بلد مثل المغرب تحقق فيه الامية ارقاما قياسية ويموت فيه المرضى امام المصحات في انتظار العلاج وتنتشر البطالة والفقر بشكل مخيف . اعتقد ان اول خطوة لتجاوز هذه الوضعية هي الاعتراف بوجود خلل في عجلة التنمية بالمغرب بدل الكذب على النفس بالاعتقاد اننا سائرون في طريق "التقدم والازدهار" كما تسوق ذلك الدوائر الرسمية والمحسوبين عليها معتقدين ان المغاربة بهذه الدرجة من السذاجة حتى يصدقوا مثل هذا الكلام ولهذا نقول لهم " وا ... راه عقنا بكم !!..."

- اي دور للبرلمان المغربي ?

يعتبر البرلمان في الدول الد يمقراطية مؤسسة للتشريع و أداة لمراقبة العمل الحكومي بينما نحن بلد العجائب أصبح مكانا مفضلا لبعض نواب الأمة للاستسلام للنوم تحت عدسات الكاميرا.
ومن يتأمل حال البرلمان في المغرب يتساءل أي دور يمكن أن يلعبه في ظل كل المكابح الدستورية التي تعيق عمله وتجعله غير قادر للقيام باي مهمة .والكل يتذكر كيف تعسف السيد وزير المالية في استعمال الفصل51 من الدستور أكثر من مرة أثناء مناقشة القانون المالي الأخيرلمواجهة اقتراحات الفرق البرلمانية بادخال تعديلات على بنود القانون الدي يقدم هدايا مالية للشركات الكبرى على حساب أبناء الشعب .وهنا تبدو الحاجة ملحة لاصلاح دستوري يعطي البرلمان الفعالية اللازمة على شاكلة الديمقراطيات العالمية ويعيد لهذه المؤسسة مصدافيتها أما استمرار الوضع الحالي فانه لن يولد الا المزيد من الياس لدى المواطنين من برلمان لا جدوى منه.
وبالاضافة الى كل هذا يزيد أشباه البرلمانيين الوضع مأساوية بتغيباتهم المتكررة و أميتهم السياسية ولا غرابة في ذلك ما دام أن المال وحده من حمل الكثيرين منهم الى حيث هم الان لدلك لا يهمهم لا تشريع ولا مراقبة ولا هم يحزنون بقدر ما يهمهم الحصانة التي يحملونها وانتظار التعويض السمين مع نهاية كل شهر لاستخلاص كل المبالغ الخيالية التي صرفوها لشراء ذمم الناخبين .
كل ما ذكرت يكشف مدى العبث الذي تتخبط فيه مؤسسة حيوية مثل البرلمان البرلمان ويدعو الى التساؤل متى ستتخطى وضعها المخجل هذا ومتى سيخرج الى الوجود تعديل دستوري يقوي دورالمؤسسة التشريعية والحكومة معا في ظل سيطرة مطلقة للمؤسسة الملكية على صلاحية القرار ولا أدل على ذلك الغاء مرسوم من طرف القصر اصدره الوزير الاول عباس الفاسي أخيرا.

الأربعاء، فبراير 06، 2008

- تحسين الاوضاع الاجتماعية للمواطنين

يعيش اليوم عدد كبير من المغاربة ظروف احتماعية قاسية خصوصا مع ارتفاع نسبة البطالة وانتشار الفقرفي مقابل ارتفاع الاسعا رالتي يؤججها تاخر الامطار هده السنة.
مظاهر تردي الحالة الاحتماعية في المغرب كثيرة ومتعددة, يكفي فقط ان ننظر الى عدد المتسولين في شوارع المدن وحجم احزمة دور الصفيح المتزايد المحيطة بها والتي تفتقر الى ابسط شروط الحياة.اما الوضع في المناطق القروية فينذر بكارثة فقد خلف تاخر الامطار في السنة الفارطة مناطق منكوبة تواحه جوعا حقيقيا وياتي تاخر الامطار هده السنة ليحرك مشاعر القلق و الخوف في صفوف الفلاحين من المستقبل, حيث يكفي ان يتكرر ما حدث السنة الفارطة لتصبح فرص العيش في العديد من المناطق شبه مستحيلة مما سيدفع العديد من القرويين الى الهجرة الى الحواضر وما تحمله هده الهجرة من مشاكل الى المدن من تزايد لاحزمة الصفيح وارتفاع معدلات الجريمة والتسول...
اضف الى هدا ان هناك مناطق تعيش ازمات اكثر حدة بسبب العزلة الكبيرة التي تعيشها .فقد بدانا نسمع من جديد عودة شبح الموت ليحصد ارواح الاطفال الابرياء بقرية انفكو.وراينا كيف تعاملت الحكومة السابقة بنوع من اللامبالاة واعطاء التبررات الواهية بعد الكارثة التي حلت بالمنطقة السنة الفائتة دون ان تتحرك لفعل شيء من اجل فك العزلة عن المنطقة لتخليصها من الماسي مع كل فصل شتاء. وكان ارواح 30طفلا الدين خطفهم الموت من احضان امهاتهم بسبب البرد والجوع والامراض المجهولة لا تعني شيئا بالنسبة للمسؤولين.وعلى شاكلة اقليم خنيفرة هناك عدة مناطق تعيش تهميشا خطيرا واوضاعا مزرية كاقليم تاونات وتازة و الرشيدية والعديد من المناطق الاخرى من المغرب المنسي.
والخطير في الامر ان الحكومة الحالية تبدو عاجزة عن مواجهة الاشكالات الاجتماعية للمواطنين سواء في الحواضر او البوادي حيث ما زال نفس منطق القمع هو السائد في تعامل الحكومة مع المعطلين حاملي الشهادات اثناء مطالبتهم المشروعة بحقهم في الشغل.كما اننا لا نعرف لحد الان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة افة الجفاف هده السنة اذا ما قد الله.كل ما نعرف ان هناك مشروع قانون يرمي الى تخفيض سعر الضريبة على ارباح الشركات الكبرى .لكن ما هو موقع المواطن البسيط من كل هدا الكرم الحكومي الدي الي لن يستفيد مكنه الا اصحاب الملايير.بينما نحن ابناء الطبقة الشعبية نعيش على الفتات.
اعتقد ان مثل هده السياسات و التخريجات الحكومية لا يمكنها الا ان تعمق الفوارق الاجتماعية فالغني في المغرب يزداد غنى والفقير يزداد فقرا مما يخلق شرخا وهوة سحيقة بين طبقات المجتمع هده الهوة التي قد تصبح مقبرة لدفن كل استقرار اجتماعي وسياسي.فانتفاضة صفرو مثلا تتجاوز في صورها حدود مظاهرة بسيطة من اجل الخبز لتصبح تعبيرا عن رفض الواقع بكل تجلياته الاجتماعية والسياسية خصوصا انها اتت بعد المقاطعة الكبيرة لانتخابات 7 شتنبر.لان المواطن المغربي اليوم يعيش ضغطا مستمرا على جميع المستويات ويحس ان لا قيمة له عند المسؤولين حيث ان اخر طرف يتم التفكير فيه في كل القرارات والسياسات هي مصلحة المواطن البسيط وبالتالي يريد ان يعبر عن وجوده باي طريقة كما حدث في صفرو.