الجمعة، ماي 23، 2008

_ من ينتشل المغرب من مستنقع الازمة?

في هذا البلد العجيب هناك مغربان المغرب الاول هو مغرب الرفاهية والتقدم والمشاريع التنموية وحرية التعبير... هذا المغرب نطل عليه كل مساء من خلال نشرات قناتينا "الكوكبيتان", وهو مغرب لا وجود له الا في مخيلة جهابذة الاعلام الرسمي, ومن اختار الكذب على هذا الشعب المظلوم .في المقابل هناك مغرب اخر لا علاقة له بالاول, نكتوي بنار واقعه المر يوميا ,هو مغرب الفقر والتهميش والجهل والبطالة, مغرب الزيادات الحارقة في الاسعار التي تنسف ما بجيوب المواطنين قبل انتهاء الشهر, مغرب قمع حاملي الشهادات العليا امام البرلمان وتكسير عظامهم بدل تشغيلهم, مغرب رداءة التعليم التي تجعل مستقبل جيل باكمله في مهب الريح .هو المغرب الحقيقي اذن, حيث يموت االناس والاطفال في القرى البعيدة بسبب الجوع والبرد والعزلة , حيث قمع حرية الراي والتعبير والاختطافات المتوالية والتعذيب في السجون السرية والعلنية ,حيث انعدام الامن وارتفاع الجرائم ولا من يحرك ساكنا , حيث يتم اعتقال المواطنين ومحاكمتهم بتهم تشتم منها روائح القرون الغابرة ..تهمة المس بالمقدسات مثلا ..
صور كثيرة من المغرب الحقيقي لو اخذنا وقتا طويلا لما انتهينا من تعدادها, تكشف مدى الازمة التي يتخبط فيها المغرب و التي لن تفلح مساحيق الاعلام الرسمي في حجب تجلياتها الواضحة اما ارقام المؤسسات الدولية التي تؤكد ان المغرب ليس بخير; فمن تقرير منظمة ترانسبرانتي التي تكشف مدى استفحال الرشوة في الادارة العمومية, الى تقرير الامم المتحدة حول التنمية الذي يضع المغرب في الرتبة 126 وهي مرتبة تبعث على القلق والخوف من المستقبل, ثم التقرير الاخير حول التعليم الذي صنف المغرب في رتبة متدنية بعد غزة ,حيث الحرب والحصار وصعوبة العيش في ظل جبروت الاحتلال الصهيوني الغاشم .
الوضع السياسي في المغرب كذلك يعيش ازمة عميقة, تجلت بشكل اوضح بعد المشاركة الضعيفة في الانتخابات التشريعية الاخيرة ,تلاها مسلسل تشكيل الحكومة وما نقلته الصحافة عن تدخل للقصر,عبر مستشاري الملك , في وضع اللائحة النهائية باسماء الوزراء الذين ستتشكل منها الحكومة ,التي وجدت نفسها بدون اغلبية داخل البرلمان بعد انسحاب الحركة الشعبية الى المعارضة .

هذه الازمة لن تستطيع كل الاحزاب السياسية ولا "تراكتور "الهمة ,ان تجعل المغرب يتخطاها بسلام هذا الاخير صار يحرث ب"تراكتوره "الحياة السياسية في البلاد كيفما شاء ويزرع فيها ما يشاء , بدءا بفريق "الاصالة والمعاصرة" في البرلمان الى "حركة لكل الديمقراطيين" ... وما زال الزمن سيكشف ما يمكن ان" يزرعه " هذا" المزارع السياسي " الذي لا يحتاج الى امطار لاستنبات" مزروعاته" الكثيرة ..!!
المغرب اليوم يعيش ازمة واضحة على جميع المستويات لكن لا احد من المسؤولين يحاول ان يبحث عن الحلول الحقيقية القادرة على انتشال المغرب من مستنقع المشاكل الذي يتخبط فيه منذ عقود خلت .الزمن يمر بسرعة واذا لم تكن هناك ارادة حقيقية لتجاوز الازمة سيقع الاسوا .

ليست هناك تعليقات: