الجمعة، ماي 23، 2008

- التعليم بالبادية المغربية...مستنقع من المشاكل !

يعاني التعليم بالعالم القروي من وضعية اكثر هشاشة مقارنة بتعليم المدن,فهو يعيش مشاكل كثيرة زيادة على تلك التي يتقاسمها مع تعليم الحواضر. وبلغة الارقام ,وحسب تقرير البنك الدولي, فان63 في المائة من مدارس البادية بالمغرب لا تتوفر على الكهرباء ,وهذا يجرنا الى الحديث عن البنيات التحتية لهذه المؤسسات, فهي تعاني خصاصا واضحا واهمالا كبيرا يعرضها للتكاؤل والتردي مع مرور الزمن ; فلا زلت اتذكروعمري لا يتجاوز سبع سنوات, كيف كنت اقطع 4 كيلومترات للوصول الى المدرسة كما كان شان العديد من اطفال القرية, لادرس في حجرة عبارة عن خربة تعاني من تصدعات كثيرة وشقق تجعل المدرس و التلميذ في خوف دائم من اللحظة التي قد يتحول فيها هذه الحجرة /الخربة الى مقبرة للجميع .الحمد لله ان القدرة الالهية حالت دون انهيارها على رؤوسنا .هذا الخصاص في البنيات التحتية يتظافر مع مشكل نقص الاطر التربوية بالعالم القروي لينتج مشكل اعمق هو "القسم المشترك " ,حيث نجد تلاميذ من مستويات مختلفة يتقاسمون نفس الحجرة الدراسية ونفس الاستاذ في الوقت نفسه مما يضرب رهان الجودة في الصميم ,اذ كيف لمدرس يعيش اوضاعا قاسية ويتكبد مشاق العمل في قرى بعيدة ومعزولة ان يتوفق في تلقين مواد مختلف لمستويات مختلفة في نفس الان .المشاكل السالفة الذكر من نقص البنيات التحتية والاطر الكافية وبعد المؤسسات التعليمية , كلها عوامل تساعد على استفحال الهدر المدرسي في صفوف تلاميذ البادية خاصة الفتيات منهم مما يجعل تعليم البادية عديم الفائدة .في ظل هذه الظروف يصعب ان نقول ان هناك تعليم حقيقي بالارياف المغربية وهذا في حد ذاته مشكل كبير وخطر داهم .فالمراهنة على النهوض بالعالم القروي وتطويره لن تتاتى الا عبر تطوير التعليم بهذا الوسط وتحسين شروطه.واضح ان التعليم بالمغرب بحواضره وقراه يعيش افلاسا غير مسبوق لكن الوضع بالقرى يبقى اكثر حرجا وخطورة واقل ما يمكن ان يقال عنه انه كارثي.

ليست هناك تعليقات: