الأحد، ماي 25، 2008

- لماذا يحلم الشباب المغربي بالهجرة ?

حميد, طالب بكلية الاداب , مند ان تعرفت عليه وجمعتنا اواصر الصداقة, وهو لا يفتا يعبر لي عن رغبته في الهجرة ومغادرة هدا الوطن في اتجاه اروبا او امريكا او حتى احدى دول الخليج, حيث "سيجد عملا بسرعة وباجر مرتفع, حيث سيقتني سيارة فاخرة ويتزوج فتاة رائعة الجمال ...",ولا اخفيكم اني تاثرت بما صوره لي وصرت انا ايضا من الطامحين الى ركوب حلم الهجرة ومغادرة هدا الوطن الدي حوله بعض السياسيين والمسؤولين الى صورة عدو في اعيننا, رغم اننا نهيم في حبه.
حلم الهجرة اليوم صار يراود العديد من الشباب المحاصرببؤس الواقع, مع تفشي البطالة وضيق الافق, وبالتالي الشعور بعدم الارتياح والاطمئنان للبقاء داخل الوطن كما هو الشان بالنسبة لحميد الدي يصر على ان تكون هجرته بطريقة شرعية, حتى يتمكن من متابعة دراسته في احدى جامعات امريكا او اوروبا, ودلك لامتلاكه طاقات ومواهب ورغبة في التحصيل لكن دون ان يجد في وطنه من يرعى طموحه هدا, وخشي ان يضيع في غياهب الجامعة المغربية ومشاكلها التي لا تعد ولا تحصى .
وعلى النقيض من الشاب حميد الدي يريد لهجرته ان تكون شرعية, نجد شاب اخر اسمه كمال ينحدر من اقليم تاونات حلمه الاول ان يهاجر الى الخارج وباية طريقة, حتى وان ركب "قوارب الموت" التي يسميها هو" قوارب النجاة", لانها الكفيلة في نظره بانتشاله من واقع البؤس والياس الدي يغرق فيه. الاسباب الدفينة وراء رغبة كمال في الهجرة تكمن في كونه فشل دراسيا وفشل في تنظيم حياته بالابتعاد عن كل ما يمكنه ان يؤدي به الى حالة الانحراف التي يعيشها الان, لان صديقنا هدا من المدمنين على التدخين وشرب الخمر مع تردده على بيوت الدعارة وصور اخرى من صنوف الانحراف و الزيغ .
من خلال المثالين السالفي الدكر, حاولت ان اقارن بين دوافع الهجرة عند شخصين مختلفين , الخلاصة التي نصل اليها بعد هده المقارنة ان الهجرة اما ان تكون بابا مفتوحا نحو المستقبل المشرق والنجاح المنشود عند كل شخص او ان تكون محاولة يائسة للهروب من الفشل وعدم القدرة على تحقيق الدات وبالتالي لا تشكل الهجرة دائما دلك المفتاح السحري القادرعلى فتح كل الابواب وحل كل المشاكل, بل قد تصبح الطريق السالك نحو مشاكل اكثرخطورة وعنوانا لماسي العديد من الشباب الدي اختارالعبور الى الضفة الاخرى , وهده حكاية اخرى ...

ليست هناك تعليقات: