الجمعة، ماي 23، 2008

- "الخاسرون " الجدد...

يعرف "الراب ا"و "الهيب هوب" اقبالا كبيرا من طرف الشباب في المغرب مع تزايد الاهتمام بهذا" الفن "-ان جاز ان نسميه كذلك- في اوساط الصغار والكبار ووسائل الاعلام كذلك.وقد استطاع الشباب ان يصنعوا من خلاله عالما خاصا بهم , ويلاحظ وجود نوع من التعاون والتكافل بين عدد من" الفنانين" المشتغيلين على هذا النوع من الموسيقى كما قد يحدث العكس لتنشب حروب طاحنة بينهم كم حدث اخيرا بين فرقة "قشلة "من طنجة و"البيغ "او" الخاسر" كما يسمي نفسه ,هذا الاخير الذي اجج الخلاف بعد مقابلة مصورة مع احد المواقع الالكترونية المهتمة كال فيها الشتائم والسباب اعضاء الفرقة السالفة الذكرالذين اتهمهم برشقه بالحجارة في احدى الحفلات التي احياها بطنجة . وقد قام اعضاء قشلة بالرد بفس الطريقة اشبعوا "الخاسر" سبا وشتما, و قد حفل كلام الطرفين باطنان من العبارات والكلمات المستقاة من قاموس البذاءة والانحطاط الذي يحفظه هؤلاء عن ظهر قلب بل تعداه الامر الى حد سب الملة والدين في مرات عدة من طرف هؤلاء "الفنانين" الذين اصبح لهم شان في الساحة . وهو ما يكشف عن مدى الانحطاط ال البذاءة التي اصبح يتخبط فيها الكثير من الشباب في زمن اصبح المدافعون عن الاخلاق والقيم الفاضلة "رجعيون واصولين وشعبويون" وجبت محاربتهم وصار دعاة التغريب والمنحرفون مثالا للرقي والحداثة لا يجب المس بهم.
كثيرون يعتقدون ان "الراب" في المغرب يعد فتحا جديدا قاده هؤلاء الشباب الذين يسميهم البعض "ثوارا " لكنه في الحقيقة لا يشكل غير تقليد بدائي لا يرجى من ورائه فائدة للمجتمع .
الدولة بدورها شجعت هذه "الفوضى" حين فتحت قنواتها الاعلامية من تلفزيون واذاعة لهؤلاء "الفنانين" . لانها تعلم ان هذه هي الوسيلة المثلى لصرف الشباب عن مشاكلهم الكثيرة التي كانت (اي الدولة) سببا فيها ,السلطة كذلك واعية ان الشباب تواقا بطبعه للتغيير ومن المخاطرة ان تتركه حرا يفكر كما يريد, لذلك شجعت انشغالاته الجانبية التي لا تمت للواقع بصلة حتى لا يلتفت الى من يتلاعب بمصيره ,من احزاب اصبحت تحسن الخضوع وتقبيل الايادي اكثر من اي شيء اخر, وحكومة عاجزة عن مواجهة ابسط الاشكالات التي تواجه المواطن و برلمان لا يقوم باي دور و فساد في في اغلب مؤسسات الدولة وصور عثيقة من القرون الوسطى ما زالت تجد لها مكانا في مملكة "العهد الجديد ".

وحتى لا نبتعد عن موضوعنا الاساسي اقول ان المغرب ليس في حاجة الى" الخاسر" وامثاله ما نحتاجه اليوم هو طاقات شابة تحمل مشعل التغيير وتستاصل هذه الطبقة السميكة من السياسيين الذين صار الصدا يعلو وجوههم من كثرة ما كذبوا على هذا الشعب لعقود طويلة دون ان يشعروا يوما بالذنب لما فعلوا .

ليست هناك تعليقات: