الجمعة، ماي 23، 2008

- حرب ضد الصحافة المستقلة بالمغرب !

تتعرض حرية الصحافة بالمغرب في السنوات الاخيرة لشتى أنواع المضايقات والانتهاكات, حيت واجهت العديد من الجرائد والمجلات عدة متابعات قضائية ومحاكمات وأحكام بالسجن على العديد من الصحفيين ,واعتداءات شخصية عليهم هنا وهناك ...وقد استطاعت آلة قمع حرية التعبيرالتي تقودها عدة جهات, أن توسع قائمة ضحايا الصحافة في السنوات الأخيرة;حيث طالت هذه الانتهاكات الكثير من المنابر الصحفية منها :الصحيفة ,لوجورنال ,نيشان, الأيام, الوطن الآن, وقبلهم جريدتي «demain » و«دومان» للصحافي علي المرابط الذي تعرض للتنكيل من طرف أجهزة المخزن لتدخل معه في حرب غير متكافئة , فالسلطة بكل قواها و أجهزتها الأمنية والدعائية, ضد هذا الصحافي الذي لا يملك غير قلمه الذي لا يراعي أحدا, وثباته على مبادئه الذي جعله يقترب من أبواب القبر بعد إضرابه عن الطعام داخل السجن, لينتهي به الأمر ممنوعا من الكتابة لعشرسنوات !...وفي كل هذه الاعتداءات على الصحافة كان القضاء المسخر بطل الحكاية بعدم استقلاليته وتحيزه الواضح ضد حرية التعبير...ودائما وفي إطار الحملة المسعورة ضد المنابر النزيهة والجريئة تتعرض يومية « المساء» هذه الأيام الى مضايقات من جهات عدة, حيث تزامن الاعتداء الذي تعرض له مديرها رشيد نيني مع الدعوة المرفوعة ضد الجريدة من طرف ثلاتة قضاة من القصرالكبيرعلى خلفية تغطيتها الأخيرة لقضية الشواذ بالمدينة . ويبدو من خلال المبلغ المالي الذي يطالبون به مجتمعين (اكثر من 500 مليون سنتيم) , كمقابل لما تعرضوا له من أذى حسب ادعائهم, النية المبيتة لجهات معينة في الإجهاز على اليومية ودفعها للإفلاس كما حاولت السلطة مع "لوجورنال "في وقت سابق حين غرم القضاء المجلة 300 مليون سنتيم لفائدة مؤسسة أجنبية, مما دفع مديرها يومئذ أبوبكر الجامعي إلى الاستقالة ومغادرة الوطن بعدما تأكد أنه مستهدف بشكل شخصي بعدما ضاقت الدولة ذرعا من الافتتاحيات النارية التي كان يكتبها .
كثيرون يشيدون بما يعتبرونه جو الانفتاح والحرية الذي أتاحه « العهد الجديد » ,لكن الحقيقة أن هاته الحرية المزعومة ليست إلا سرابا يوهم الصحافيين بالسير إلى الأمام في جرأتهم ,ليصطدموا في منتصف الطريق بجدار المنع والمحاكمات التي تقود الكثير منهم إلى السجن .
انطلاقا من أمثلة القمع التي أسلفت الذكر يبدو واضحا أن هناك حربا ضد الصحافة المستقلة تقودها عدة جهات بالبلاد بهدف خنق المنابر النزيهة ولجم الأقلام الجريئة التي تحمل على عاتقها إخبار المواطن بما يجري ويدوربكل مصداقية ,وفضح أباطرة الفساد الذي ينخر العديد من مؤسسات الدولة .

ليست هناك تعليقات: