الجمعة، ماي 23، 2008

- يوميات "مناضل" من الدرجة الثانية !!!

فاتح ماي ,مدينة فاس, بدوري قررت ان انضم الى الطلبة المتوجهين للاحتفال بعيد العمال, انطلاقا من الحي الجامعي سايس انطلقنا صباحا راجلين قبل ان نقرر ركوب حافلة توصلنا الى ملعب الحسن الثاني حيث تنطلق المظاهرات عادة في مثل هده المناسبة ,عند وصولنا انتظرنا قليلا وصول طلبة ظهر المهراز ,لتلتئم المجموعتان وتنطلق في سلسلة بشرية مكونة من مختلف مناضلي النقابات الاخرى . كان موكب الطلبة الاكبر على الاطلاق من كل النقابات الاخرى, وكانت شعاراتنا الاكثر عنفا وتطرفا ولا ادري كيف وجدت نفسي اردد بدوري الشعارات التي تدعو الى" الثورة" و"العنف الثوري" و" الاشتراكية هي الحل "....رغم اني كنت من اشد المختلفين مع اصحاب هدا التوجه...ربما كانت كثافة تواجد قوات الامن والقوات المساعدة المدججة بالهراوات التي لا تنتظر الا الاشارة للهجوم علينا هي ما دفعني الى الشعور بالغضب و اصبح من الداعين الى اشياء لم اتفق معها قط ولم احلم بها حتى .
بعد ساعات من المسير تحت اشعة الشمس الحارقة وترديد الشعارات التافهة, انتهت المسيرة عند الحي الجامعي ظهر المهراز. كان التعب قد اخد مني ماخده والجوع ايضا تحت حرارة الشمس التي لا ترحم .كان لزاما علينا ان نعود الى الحي الجامعي سايس راجلين, لعدم توفرنا على ثمن تدكرة الحافلة...عند منتصف طريق العودة شعرت براسي يكاد ينفجر من شدة التعب والحرارة والجوع, عندها لعنت النضال والعمال اللدين لا يكفون عن الشكوى, قبل ان اتدكر ضحايا محرقة ليساسفة, فتالمت في نفسي وقلت ان من احترق ظلما من اجل اجرة لا تغني من جوع يستحق ان منا اكثر من ان نمشي من اجله بضع ساعات تحت الشمس, وان اللدين يستحقون اللعنة هم اولئك المسؤولين الفاسدين وارباب العمل اللدين يسرقون اجور العاملين ويتركونهم يحترقون داحل مقرات العمل المسيجة مثل زنازين .
عندما وصلت الى الحي الجامعي كانت المشكلة الاكبر هي كيف نتدبر الاكل, مادام ان المطعم الجامعي مغلق الابواب, لان اليوم عطلة مع ان اغلبنا لا يملك الا بضع دراهم لا تكفي لشيء وهناك من لا يملك ولو سنتيما واحدا, لان اغلب الطلبة يعتمدون في مصاريفهم على المنحة علما ان منحة واحدة كل ثلاثة اشهرلا تكفي لتغطية مصاريف شهر واحد بالنسبة لاشد الطلبة تقشفا.

بعد الوصول توجهت الى غرفتي حيث اقطن مع صديقي وهو طالب لا يوجد في قاموسه معنى لشيء اسمه "النضال" وجدته بوجهه المشرق وعلامات الارتياح بادية على وجهه بينما نحن " المناضلين" بوجوهنا الشاحبة التي احرقتها الشمس وملابسنا الرثة البالية. هكدا انتهى هدا اليوم دون ان نجني شيئا غير التعب ولفحات الشمس الحارقة...وكل فاتح ماي والعمل النقابي بالف خير...

ليست هناك تعليقات: